مدينه الحزن

مدينة الحزن

يقال يا سيدى
أن لون الحزن أسود وأن طعمه مر
وأنه يسكن تلك القلوب الموجوعه
وأنه يمتص رحيق العمر
وأنه حين يدخل مدن الأحلام يدمرها
وإن الشطآن التى يمر بها الحزن تشتعل بالنار
فما هو هذا الحزن الذي يتحدثون عنه؟
فالحزن يا سيدى
هو أن ألتقيك في زحمه العمر وأنسج معك أجمل حكايه حب نعيش تفاصيلها
وطقوسها ونحلم بغد أفضل ثم تنتهى الحكاية بمأسآه.....
الحزن يا سيدى
هو أن أفتح لك مدن أحلامىوأسكن معك في قصر من الخيال وأنجب منك
في خيالى طفلا وطفله ثم ينهار القصر على رأسي ويموت طفلاى أمامى....
الحزن يا سيدى
هو أن اخبئ عمرى في قلبك وأملأ حقائبك بأيامى وأضع سعادتى في عينيك
ثم ألوح لك مودعة.... لا حول لى ولا قوة....
الحزن يا سيدى
أن أدمن حبك وأدمن صوتك وأدمن عطرك وأدمن وجودك معى ثم أفتح
عينى على غيبابك...
الحزن يا سيدى
أن تتحقق بعد حلم وأن ألتقيك بعد أمنية وأن تأتى بعد انتظار وأن أجدك
بعد بحث ثم استيقظ على زلزال رحيلك...
الحزن يا سيدى
أن أتعلم الطيران فلا أصلك أن أفتح الدفاتر فلا أجدك وأن أحفر الأرض
فلا أجدك وأن أقطع البحر فلا أجدك وأن أخترع اللقاء فلا ألتقيك....
الحزن يا سيدى
أن تفارق ولا تفارق فتصمت ويبقي صوتك في أذنى وتغيب وتبقي صورتك
في عينى وترحل وتبقي أنفاسك في قلبي وتختفي ويبقي طيفك خلفك يمزقنى...
الحزن يا سيدى
أن أغمض عينى فأراك وأن أخلو بنفسي فأراك وأن أقف أمام المرآه فأراك
وأن ألمح هدياك فأراك....
الحزن يا سيدى
أن أرسم وجهك في سقف غرفتى وأن أحاورك كل ليلة كالمجانين وأن أشد
الرحال إليك عند الحنين وأن أعود إالى سريري في أخر الليل..فأبكيك...
الحزن يا سيدى
أن يأتى العيد وأنا وحدى وأن يأتى الربيع وأنا وحدى وأن تهطل الأمطار
وأنا وحدى وأن يطرق الحنين بابي وأنا وحدى وأن يمضي بي أجمل العمر
وأنا وحدى...
الحزن يا سيدى
أن أراك صدفه وأن يجمعنى بك الطريق ذات يوم فأراك بصحبه سواى
يدك في يدها تنظر إلى فلا تعرفنى وعمرى خلفك يناديك فلا تسمعه...
الحزن يا سيدى
أن أكتب فلا يصلك حرفي وأن أصرخ فلا يصلك صوتى وأن ألفظ
أنفاسي فلا أراك وأن أموت فيصلك النبأ كالغرباء...
للحزن يا سيدى مدينة مظلمة لا يسكنها سواى